شهدت مصر حدثًا تاريخيًا بإعادة تشغيل شركة النصر للسيارات بعد توقف دام أكثر من 15 عامًا، وذلك خلال احتفالية أقيمت بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي وصف هذا اليوم بـ"العيد الوطني للصناعة"، وأكد مدبولي أن هذا المشروع يعكس التزام الدولة بالتمسك بقلاعها الصناعية، وتعزيز قدرات الاقتصاد المحلي من خلال الاستغلال الأمثل للأصول الوطنية.
أهمية إعادة تشغيل النصر للسيارات
إحياء قلعة صناعية وطنية
شركة النصر للسيارات تُعد من أبرز رموز الصناعة المصرية التي ارتبطت بتاريخ البلاد، وإعادة تشغيلها بعد أكثر من عقد من التوقف يُعد إنجازًا قوميًا يعكس حرص الدولة على حماية وتطوير إرثها الصناعي، مع الحفاظ على مقومات الشركة من موقع استراتيجي، وبنية تحتية متطورة، وقوة عاملة متميزة.
دعم قطاع السيارات محليًا ودوليًا
وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء، تسعى مصر لتعزيز مكانتها كوجهة صناعية تنافسية في قطاع السيارات، والسوق المحلي، الذي يحتاج إلى نحو نصف مليون سيارة سنويًا، يمثل فرصة ذهبية لدعم الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، ومع توجه الدولة لزيادة المكون المحلي في الإنتاج، تفتح "النصر للسيارات" آفاقًا لتوسيع نطاق التصنيع المحلي واستهداف التصدير.
الشراكات الدولية
أكد مدبولي أن عودة الشركة تتماشى مع رؤية الدولة لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية، وهذه الشراكات تهدف إلى ضمان التشغيل الكفء والمستدام، وتعميق التكامل الصناعي مع توفير التكنولوجيا المتقدمة لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية.
زيادة المكون المحلي
خطة زيادة المكون المحلي إلى أكثر من 70% تعزز الاقتصاد المحلي وتخلق فرص عمل في الصناعات المغذية، مثل تصنيع الهياكل، والزجاج، والبطاريات الكهربائية، كما تمثل هذه الخطوة رؤية استراتيجية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات.
أبعاد تنموية واقتصادية
إعادة تشغيل الشركة يعزز أهداف الدولة التنموية من خلال خلق فرص عمل، وتحقيق القيمة المضافة للصناعات المحلية، وتقليل الفجوة بين الواردات والصادرات.
رسائل رئيس الوزراء في الاحتفالية
- أكد مدبولي أن الدولة لم تتخلّ عن قلاعها الصناعية، بل تستهدف تعظيم الاستفادة من أصولها، مع دعم القطاع الخاص كشريك أساسي في الإدارة والتشغيل.
- شدد على أهمية تحقيق استدامة العمل من خلال التوسع في الصناعات المغذية ومواكبة تطورات الصناعة عالميًا.
- دعا العمال للحفاظ على المصنع كمصدر للفخر الوطني، مؤكدًا أن استمرارية العمل به تُعد ضمانًا لمستقبل الأجيال القادمة.
الرؤية المستقبلية
تتزامن إعادة تشغيل "النصر للسيارات" مع توجه الدولة المصرية لتعزيز قطاع السيارات الكهربائية، إذ تتطلع الحكومة إلى إنشاء مصانع لإنتاج البطاريات الكهربائية، مما يدعم رؤيتها للتحول نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات الكربونية.
إعادة تشغيل شركة "النصر للسيارات" ليست مجرد خطوة لإحياء مصنع متوقف، بل هي رسالة واضحة بأن الصناعة الوطنية جزء لا يتجزأ من رؤية مصر 2030، وهذا المشروع يُعد نموذجًا حيًا لتضافر الجهود بين الدولة والقطاع الخاص لإعادة بناء القلاع الصناعية، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام يلبي تطلعات المواطنين.
Copyright @2020 PPR. All Rights Reserved by