شهدت الندوة الأخيرة التي أقيمت ضمن فعاليات المعرض الثامن "وطن رقمي" مناقشات مكثفة حول أهمية التحول الرقمي والتكنولوجيا في تعزيز التنافسية وجذب الاستثمارات إلى السوق المصري.

جودة المنتجات لتعزيز الاستثمار

قال أحمد علاء، المدير الإقليمي لشركة تريند مايكرو، إن التنافسية تهدف إلى تقديم منتجات عالية الجودة قادرة على جذب المزيد من الاستثمارات والعملاء، وأكد أن البنية التحتية الرقمية السليمة تشكل عاملًا أساسيًا لتجنب المخاطر وتحقيق النجاح في مواكبة التحول الرقمي، وأوضح أن وجود شركات عالمية في السوق المحلي يساهم في تبادل الخبرات والمهارات، مما يدعم تطورات الصناعة بشكل أكثر كفاءة وفعالية.

وأشار علاء إلى أهمية التعاون بين الشركات والجهات المعنية، مثل اتحاد الصناعات، لمواجهة التحديات، بما في ذلك الاختراقات الإلكترونية، مشددًا على ضرورة توفير الحماية الكافية لجميع الأطراف.

تنويع السوق وزيادة التنافسية

من جهته، صرح محمود صفراطه، مدير قطاع تطوير الأسواق في هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، بأن السوق المصري يتميز بالتنوع والديناميكية مع وجود شركات متعددة في قطاعات مثل الإلكترونيات، التكنولوجيا، والصناعة، وأكد أن التعرف على احتياجات السوق من خلال التعاون مع منظمات المجتمع المدني، مثل غرفة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يساهم في تصميم برامج دعم فعالة تناسب مختلف القطاعات.

وأضاف صفراطه أن إيتيدا تعمل على دعم الشركات لزيادة صادراتها من خلال برامج مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى تعزيز التنافسية وتسويق قدرات الشركات والكفاءات البشرية عبر معارض كبرى مثل "وطن رقمي".

التكنولوجيا والرقمنة لدعم الصناعات الهندسية

وفي سياق متصل، أوضح محمد جمال العايدي، نائب رئيس غرفة الصناعات الهندسية، أن التكنولوجيا والرقمنة أصبحت ضرورة لا غنى عنها لتحسين كفاءة الإنتاج في الصناعات الهندسية التي تشمل قطاعات متنوعة مثل السيارات والأجهزة المنزلية، وأضاف أن التكنولوجيا تساعد في تنفيذ عمليات إنتاجية أسرع وأكثر دقة، ما يساهم في رفع جودة المنتجات وتقليل التكاليف.

وأشار العايدي إلى أن الصناعات الهندسية حققت صادرات بلغت 4 مليارات دولار حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، مع توقعات ببلوغ 5 مليارات دولار بنهاية العام، مؤكدًا أن ذلك لن يتحقق إلا بالاعتماد الكامل على التكنولوجيا والرقمنة.

تحديات العمالة وتأهيل الكفاءات

لفت العايدي إلى تحدي تأهيل العمالة المحلية للتعامل مع الآلات الرقمية المتطورة، مشيرًا إلى أهمية تدريب الطلاب والشباب للتوافق مع متطلبات الصناعة الحديثة، وأكد على ضرورة التعاون بين جميع الأطراف لتطوير الكفاءات البشرية التي تمثل العنصر الأساسي لنجاح القطاع.

تأتي هذه النقاشات لتسلط الضوء على أهمية التكنولوجيا والتحول الرقمي في دعم الاقتصاد المصري وتعزيز قدرته التنافسية على المستويين المحلي والدولي، مما يجعل السوق أكثر جاذبية للاستثمارات المستقبلية.