في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع دول القارة الأفريقية، أعلن البنك المركزي المصري في نوفمبر 2024 انضمامه رسميًا إلى نظام الدفع والتسوية الأفريقي "PAPSS"، الذي يشرف عليه بنك التصدير والاستيراد الأفريقي "Afreximbank".

النظام الجديد يعد منصة مبتكرة تهدف إلى تسهيل تنفيذ المدفوعات والتحويلات التجارية عبر الحدود، حيث يسهم في خفض التكلفة وتقليل الزمن اللازم لإتمام المعاملات المالية، ويُعتبر هذا الانضمام خطوة متقدمة تعكس حرص مصر على تعزيز الروابط الاقتصادية مع دول القارة الأفريقية، بما يدعم التجارة البينية ويعزز التكامل المالي.

آفاق النظام الجديد

وفقًا لتصريحات رامي أبو النجا، نائب محافظ البنك المركزي المصري، فإن المشاركة في هذا النظام تأتي ضمن رؤية مصر لتوسيع قاعدة التعاون المصرفي مع الدول الأفريقية، وأشار إلى أن النظام يضم حاليًا 14 بنكًا مركزيًا من دول مثل نيجيريا، كينيا، غانا، وتونس، بالإضافة إلى أكثر من 50 بنكًا تجاريًا.

وأوضح أبو النجا أن النظام يُعد وسيلة فعالة لتحفيز البنوك العاملة في مصر على تعزيز علاقاتها مع البنوك الأفريقية، من خلال الاستفادة من مزايا النظام التي تشمل تقليل الضغط على العملات الأجنبية بفضل آلية تسوية صافي المعاملات المالية بين الدول المشاركة.

تأثيرات إيجابية على الاقتصاد المصري والإفريقي

من المتوقع أن يسهم النظام في زيادة حجم التجارة البينية بين مصر والدول الأفريقية، ويعزز من قدرات البنوك المصرية على التوسع في خدماتها داخل القارة، بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام سيدعم التكامل المالي بين دول أفريقيا، مما يفتح المجال أمام فرص استثمارية وتجارية أوسع، ويدعم العلاقات الاقتصادية التاريخية بين مصر ودول القارة.

الرؤية المستقبلية

يُعد انضمام البنك المركزي المصري إلى نظام "PAPSS" خطوة استراتيجية تؤكد اهتمام مصر بدورها الريادي في تعزيز التعاون الإقليمي، وبناء شراكات قوية مع دول القارة السمراء هذه الخطوة، إلى جانب الجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية الاقتصادية في مصر، تُعزز من مكانتها كحلقة وصل محورية بين أفريقيا والعالم.

هذا الانضمام يمثل بداية جديدة نحو تحقيق المزيد من التكامل المالي والتجاري بين مصر ودول القارة الأفريقية، بما يرسخ مكانة مصر كشريك استراتيجي في تحقيق التنمية الشاملة للقارة.