السبت 14 ,يونيو ,2025
Close ad

تحليل أداء البورصات العربية الأسبوع الماضي: اتجاهات السوق ومحركات الأداء

/ السبت 28 ,ديسمبر ,2024

شهدت البورصات العربية خلال الأسبوع الماضي أداءً متباينًا يعكس التحديات والفرص المتاحة في الأسواق المحلية والإقليمية، وتراوحت النتائج بين مكاسب ملحوظة في بعض الأسواق الرئيسية، مثل بورصة دبي والبورصة المصرية، وتراجعات طفيفة في أسواق أخرى مثل بورصة قطر وأبوظبي، دعونا نتعمق في تحليل هذه النتائج وأبرز محركات السوق.

أداء الأسواق الرئيسية

البورصة المصرية (EGX)

المؤشر الرئيسي EGX30 ارتفع بنسبة 2.04%، وهو انعكاس للتفاؤل بزيادة تدفق السيولة الأجنبية واستمرار النمو في القطاعات الاقتصادية الحيوية، مثل البنوك والاتصالات.

القيمة السوقية صعدت إلى 1.59 تريليون جنيه، مدفوعة بإقبال المستثمرين الأجانب، مما يعكس ثقة متزايدة في الاقتصاد المصري رغم تحديات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.

تحليل المحركات: 

o إعلان الحكومة المصرية عن تسريع برنامج الطروحات العامة شجع المستثمرين على دخول السوق.

o ارتفاع أسعار أسهم الشركات المصدرة، خاصة مع انخفاض قيمة الجنيه، الذي يعزز تنافسية الصادرات المصرية عالميًا.

 أسواق الإمارات (دبي وأبوظبي)

بورصة دبي: حققت مكاسب بنسبة 2.3%، مدعومة بارتفاع أسهم قطاع العقارات والبنوك.

o شركات مثل "إعمار" و"بنك دبي الإسلامي" كانت من أبرز المحركات، مع توقعات بزيادة الطلب العقاري في 2024.

بورصة أبوظبي: تراجعت بنسبة 0.4% نتيجة ضغوط بيع على الأسهم القيادية. 

o تحليل المحركات: 

ارتفاع أسعار النفط دعم المعنويات العامة، لكن الأسواق تأثرت بعمليات جني الأرباح بعد مكاسب سابقة.

توقعات رفع الفائدة الأمريكية أثرت سلبًا على بعض الشركات ذات الارتباط بالتمويل الخارجي.

 بورصة قطر

المؤشر العام: انخفض بنسبة 1.6% ليغلق عند 10,200 نقطة.

أسباب التراجع: 

o انخفاض أسعار الغاز الطبيعي، الذي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد القطري.

o عمليات جني أرباح على أسهم الشركات القيادية.

تحليل المحركات: 

o ضعف الطلب على الطاقة عالميًا أثر سلبًا على شهية المستثمرين.

o ارتفاع العائد على السندات الحكومية دفع بعض المستثمرين للتحول عن الأسهم.

 بورصة الكويت

المؤشر العام: سجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.07%، مع تداول 172.4 مليون سهم عبر أكثر من 11,000 صفقة.

تحليل المحركات: 

o استقرار أسعار النفط دعم بعض الأسهم المرتبطة بالطاقة.

o عمليات مضاربية حدّت من ارتفاع السوق، مع تركيز المستثمرين على الأسهم الصغيرة.

اتجاهات وتحليلات معمقة

الاتجاه الأول: تأثير أسعار النفط والطاقة

أسعار النفط المرتفعة كانت داعمًا رئيسيًا لمعظم الأسواق الخليجية، حيث عززت الإيرادات الحكومية والإنفاق على المشروعات التنموية، ومع ذلك، كان هناك تفاوت في التأثير على أسواق مثل قطر، حيث أدى تراجع الغاز الطبيعي إلى هبوط المؤشر القطري.

الاتجاه الثاني: تدفقات السيولة الأجنبية

البورصة المصرية كانت المستفيد الأكبر من التدفقات الأجنبية، حيث استفادت من تنافسية العملة المحلية والسياسات الاقتصادية الجديدة، على النقيض، أسواق مثل أبوظبي شهدت خروج سيولة نحو أدوات الدين ذات العائد المرتفع.

الاتجاه الثالث: جني الأرباح مقابل التفاؤل

شهدت بعض الأسواق عمليات جني أرباح بعد تحقيق مكاسب قوية في الأسابيع السابقة، مثل قطر وأبوظبي، بينما ظلت أسواق مثل دبي ومصر في وضع صاعد بسبب التفاؤل المحلي والأنباء الإيجابية.

التوقعات المستقبلية

التحديات:

o التوقعات برفع أسعار الفائدة الأمريكية تمثل ضغطًا على الأسواق الناشئة، حيث تُقلل من جاذبية الأسهم مقارنة بالسندات.

o التوترات الجيوسياسية العالمية قد تؤثر على ثقة المستثمرين في المنطقة.

الفرص:

o استمرار مشاريع البنية التحتية الكبرى في دول الخليج سيعزز أداء الشركات المرتبطة بقطاع الإنشاءات والعقارات.

o تحسن معنويات المستثمرين الدوليين تجاه الأسواق الناشئة مع بدء دورة التباطؤ في رفع الفائدة الأمريكية.

نظرة عامة:

يتوقع المحللون أن تشهد البورصات العربية أداءً إيجابيًا نسبيًا في بداية 2025، مع تركيز على القطاعات التي تستفيد من التحولات الاقتصادية مثل العقارات والطاقة والقطاع المالي.

الأداء المتباين للبورصات العربية يعكس الديناميكيات المختلفة للاقتصادات الإقليمية، حيث يتأثر كل سوق بمزيج من العوامل المحلية والعالمية. مع استمرار المشاريع التنموية والتغيرات الاقتصادية، ستبقى الأسواق المالية العربية نقطة جذب للمستثمرين، سواء المحليين أو الدوليين.