الإثنين 16 ,يونيو ,2025
Close ad

تعزيز التعاون بين مصر وألمانيا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

رشـــا غانـــم / الإثنين 13 ,يناير ,2025

في خطوة تعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين مصر وألمانيا، استقبل الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وفداً من اتحاد الصناعات بولاية بافاريا الألمانية، بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة، وكان اللقاء فرصة لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة في جذب الاستثمارات الألمانية وتطوير مجالات التعهيد وبناء القدرات الرقمية للشباب المصري.

الشراكة بين مصر وألمانيا: رؤية نحو المستقبل

بدأ الاجتماع بتأكيد الوزير على أهمية الشراكة بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك بالفعل العديد من الشركات الألمانية التي تعمل في مصر ولديها مراكز تعهيد متقدمة تعتمد على الكوادر المصرية المؤهلة لتقديم خدماتها الرقمية، وشدد على أن مصر تسعى جاهدة لتكون مركزاً إقليمياً لهذه الخدمات، خاصة مع امتلاكها قاعدة واسعة من الشباب المؤهل الذي يتميز بالتعدد اللغوي والمعرفة التكنولوجية.

وأضاف الوزير أن الحكومة المصرية تولي اهتماماً خاصاً لتأهيل الشباب ببرامج تدريبية مبتكرة في مجالات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ولفت إلى أن هذه البرامج تهدف ليس فقط إلى تلبية احتياجات السوق المحلي، ولكن أيضاً إلى تصدير الكفاءات المصرية للعمل في الشركات العالمية، بما في ذلك الشركات الألمانية.

إشادة بالكفاءات المصرية

من جانبه، أشاد الوفد الألماني بالكفاءات المصرية التي أثبتت جدارتها في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأوضح أعضاء الوفد أن السوق الألماني يعاني من نقص في الكوادر المتخصصة، ما يجعل مصر شريكاً استراتيجياً يمكن الاعتماد عليه لسد هذه الفجوة، وأكد الوفد أن الشركات الألمانية، التي يتراوح عددها بين 500 و600 شركة في هذا المجال، تواجه تحديات حقيقية في العثور على كوادر بشرية مؤهلة.

فرص جديدة للتعاون المشترك

خلال اللقاء، تم مناقشة إقامة مراكز تعهيد ألمانية في مصر لتصدير الخدمات الرقمية من داخل مصر إلى الأسواق العالمية، كما تم استعراض الجهود المصرية في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها في حل التحديات المجتمعية بمجالات متنوعة مثل الصحة وإدارة الموارد المائية.

نحو شراكة طويلة الأمد

أكد الوفد الألماني أن اقتصاد ولاية بافاريا، الذي يعتمد بشكل كبير على الشركات الصغيرة والمتوسطة، يفتح الباب لتعاون مثمر مع الشركات المصرية، وأشار إلى أن جمعية الصداقة العربية الألمانية يمكن أن تكون منصة فعالة لتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في البلدين.

اختُتم الاجتماع بدعوة الوزير للشركات الألمانية لزيارة مصر والتعرف عن قرب على إمكانيات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، وفي المقابل دعا الوفد الوزير إلى زيارة ألمانيا، حيث سيتم تنظيم لقاءات بين الشركات الصغيرة والمتوسطة من البلدين لبحث فرص التعاون المستقبلية.

ولاية بافاريا: شريك استراتيجي

تعد ولاية بافاريا الألمانية من أهم الولايات الصناعية، حيث يصل ناتجها المحلي إلى أكثر من 700 مليار يورو، ما يجعلها ثاني أغنى ولاية في ألمانيا. ويأتي هذا اللقاء في أعقاب زيارة رئيس وزراء ولاية بافاريا لمصر في أكتوبر الماضي، والتي شهدت بحث أوجه التعاون في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.

تُظهر هذه الاجتماعات أن هناك مستقبلاً واعداً للتعاون بين مصر وألمانيا، خاصة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، فمع الإمكانيات المصرية الكبيرة، والرغبة الألمانية في استثمارها، يمكن للبلدين بناء شراكة استراتيجية تحقق مصالحهما المشتركة.