تواصل الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مشاركتها في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2025"، الذي يعقد تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي"، وتأتي هذه المشاركة في إطار التزام وزارة التخطيط بتنفيذ رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة من خلال تعزيز الشراكات الدولية وحشد الموارد لمواجهة التحديات التنموية.

مواجهة تحديات الديون وتعزيز استقرار الاقتصاد

شاركت الوزيرة في جلسة نقاشية هامة حول "العودة إلى الوضع المالي المستقر: كيفية تخفيف عبء الديون"، التي ضمت عددًا من كبار المسؤولين والخبراء، بينهم محمد أورنكزيب، وزير المالية في باكستان، وأندريه إستيفيز، رئيس مجلس الإدارة في بنك بي تي جي باتشوال البرازيل، وريبيكا جرينسبان، الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد).

وأكدت المشاط أن الاستقرار الاقتصادي الكلي يعد من أبرز العوامل التي تضمن تحقيق نمو مستدام، مشيرة إلى أهمية الإصلاحات الهيكلية التي تعزز قدرة الدول على مواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية، كما أبرزت ضرورة تشجيع مشاركة القطاع الخاص في دفع التنمية، مؤكدة أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في تحسين قطاعات مثل السياحة والصناعة، ما أسهم في تحسين الأداء الاقتصادي على الرغم من التحديات الإقليمية.

وتطرقت الوزيرة إلى ضرورة إعادة هيكلة النظام المالي العالمي لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول المتوسطة الدخل، وأهمية تبني أدوات تمويل مبتكرة مثل مبادلة الديون من أجل التنمية، التي تم تفعيلها مع العديد من الدول مثل ألمانيا وإيطاليا والصين.

العمل المناخي: من التحديات إلى الحلول

كما ألقت المشاط الكلمة الافتتاحية في جلسة رفيعة المستوى حول "مستقبل العمل المناخي"، التي نظمتها مبادرة سوانيتي العالمية، وشهدت الجلسة حضور عدد من ممثلي الحكومات والقطاع الخاص، من بينهم شركاء بارزون مثل أمازون وبنك أوف أمريكا وصندوق بيزوس للأرض.

في حديثها، شددت وزيرة التخطيط على المخاطر المتزايدة لتغير المناخ، مشيرة إلى أن العالم بحاجة إلى تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة لضمان مستقبل مستدام، وأكدت ضرورة مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات للوصول إلى الهدف الطموح بأن تُشكل الطاقة المتجددة 70% من إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي بحلول 2050.

وركزت المشاط على أهمية الاستثمارات في الطاقة المتجددة، مشيرة إلى التحديات المستمرة التي تواجه التحول العادل في هذا المجال، رغم الزيادة في الاستثمارات التي بلغت 1.7 تريليون دولار في 2023، وأوضحت أن الطاقة المتجددة بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات، خاصة في مجالات تخزين الطاقة والشبكات الذكية.

كما استعرضت المشاط في الجلسة الجهود الحكومية المصرية في تعزيز الطاقة المتجددة من خلال الاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة، وتدشين منصة نُوَفِّي، التي تهدف إلى جذب الاستثمارات في القطاع، بالإضافة إلى الحوافز التي تقدمها الحكومة للقطاع الخاص في هذا المجال.

التزام مستمر نحو تحقيق التنمية المستدامة

من خلال مشاركاتها في هذه الفعاليات الدولية، تواصل الدكتورة رانيا المشاط تسليط الضوء على جهود مصر في تحقيق النمو المستدام والمساهمة الفاعلة في مواجهة التحديات العالمية، في إطار الالتزام التام بتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.