في خطوة تعكس الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس في حركة التجارة العالمية، شهدت القناة عبور حاملة السيارات AICC HUANGHU في رحلتها البحرية الأولى، قادمة من ميناء شنغهاي بالصين ومتجهة إلى ميناء ديرنيس بتركيا، ضمن قافلة الجنوب.

مواصفات السفينة المتطورة

تحمل السفينة، التي ترفع علم جزر المارشال، مواصفات عالمية متطورة، حيث يبلغ طولها 199 مترًا، وعرضها 38 مترًا، فيما يصل غاطسها إلى 10 أمتار، وتبلغ طاقتها الاستيعابية 7000 سيارة مكافئة، بينما تحمل في هذه الرحلة 4202 سيارة. وتتميز السفينة باستخدام محرك ثنائي الوقود، مما يتيح لها العمل بالغاز الطبيعي المسال، مما يجعلها صديقة للبيئة.

التوسع في النقل البحري عبر قناة السويس

تأتي هذه الرحلة ضمن خطة طموحة للخط الملاحي الصيني AICC، الذي يعتزم بناء ثلاث سفن إضافية مماثلة خلال عام 2025، بهدف تعزيز الربط البحري بين آسيا وأوروبا من خلال قناة السويس، التي تُعد أقصر وأسرع طريق بحري يربط القارتين.

أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن عبور هذه النوعية من السفن يعكس الثقة المتزايدة في القناة باعتبارها الممر الملاحي المفضل عالميًا، وأوضح أن قناة السويس تحقق وفورات كبيرة لملاك ومشغلي السفن، حيث يختصر العبور عبر القناة المسافة بين شنغهاي وديرنيس من 14,600 ميل بحري عبر رأس الرجاء الصالح إلى 8,071 ميل بحري فقط عبر قناة السويس، مما يحقق وفرًا في زمن الرحلة يصل إلى 18 يومًا، إلى جانب خفض تكاليف التشغيل واستهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة.

من جانبه، صرح الربان HUANG YAN FEI، كابتن السفينة، بأن قناة السويس كانت الخيار الأمثل لعبور السفينة نظرًا لكونها الطريق الأقصر والأكثر كفاءة بين أوروبا وآسيا، مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح الذي يتطلب الإبحار لمسافات أطول في ظروف جوية صعبة، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود وتأثيرات بيئية سلبية.

مستقبل النقل البحري عبر قناة السويس

يُعد هذا العبور خطوة مهمة في تعزيز مكانة قناة السويس كممر ملاحي عالمي رئيسي، حيث تستمر الهيئة في تقديم التسهيلات والخدمات المتطورة لجذب مزيد من السفن، بما يساهم في دعم حركة التجارة العالمية وتعزيز استدامة سلاسل الإمداد الدولية.