وزير الاتصالات: التهديدات السيبرانية تتزايد مع الاعتماد على التكنولوجيا.. ومصر ضمن أفضل 12 دولة عالميا
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العربي التاسع لأمن المعلومات في القاهرة، تحت رعاية الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة، بمشاركة عدد من الوزراء ورؤساء الهيئات الوطنية، ونخبة من الخبراء الدوليين والمحليين وممثلي الدول وصنّاع القرار على المستويين العربي والدولي. وتستمر أعمال المؤتمر على مدار يومين .
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن العالم يشهد حقبة من التحولات التكنولوجية غير مسبوقة التي تمتد آثارها إلى مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن التطورات المتسارعة فى التطبيقات الرقمية وتوجه الدول نحو بناء اقتصاديات رقمية متكاملة وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعى فى إدارة مؤسساتها، نتج عنه تحديات سيبرانية، مؤكدا أنه كلما ازداد الاعتماد على التكنولوجيا تزايدت التهديدات السيبرانية.
وأضاف الوزير الهجمات السيبرانية لم تعد تستهدف الأنظمة فقط، بل تمتد لتهدد ثقة المواطنين، وسيادة الدول، واستقرار القطاعات؛ لافتا إلى التقارير الدولية التى تشير إلى أن العالم يشهد هجمة فدية ransomware كل 11 ثانية، وأن أكثر من 300 مليون شخص تعرضوا لهجمات إلكترونية خلال عام 2023، فيما تقدر كلفة الجرائم السيبرانية عالميًا نحو 9.5 تريليون دولار فى عام 2024 فقط، بزيادة سنوية تتجاوز 15%.
وتابع العالم يعانى اليوم من نقص حاد فى متخصصى الأمن السيبرانى؛ إذ تشير التقديرات العالمية إلى وجود أكثر من 3.5 مليون وظيفة شاغرة فى مجال الأمن السيبرانى؛ موضحا جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى التوسع المطرد فى تنفيذ برامج لبناء القدرات السيبرانية بالتشارك مع كافة أجهزة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى حيث تستهدف هذه البرامج مختلف شرائح المجتمع والجهاز الإدارى بالدولة لتعزيز الثقافة السيبرانية؛ مؤكدا أنه تم إطلاق عدد من البرامج التدريبية المتخصصة فى الأمن السيبرانى التى تستهدف بناء قاعدة من الكوادر عالية التخصص فى هذا المجال لتوفير المتخصصين القادرين على تأمين الفضاء السيبرانى فى كافة قطاعات بالدولة لاسيما القطاعات الحيوية ذات الأولوية.
بهاء حسن: الأمن السيبراني ركيزة من ركائز الأمن القومي
قال الدكتور بهاء حسن، رئيس المؤتمر الأمن السيبراني أصبح أحد أعمدة الأمن القومي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشدداً على أن نشر الوعي السيبراني لم يعد ترفًا وإنما ضرورة حتمية تشمل جميع القطاعات، بدءًا من الحكومة والبنوك والاتصالات والطاقة، وصولًا إلى الصحة والتعليم والإعلام والصناعة والتجارة.
وأضاف التحديات السيبرانية لا تعترف بالحدود، وهو ما يبرز أهمية التعاون العربي والدولي وتبادل الخبرات لمواجهة الجرائم الإلكترونية العابرة للقارات وصياغة رؤية مشتركة لتعزيز الأمن الرقمي.
واستعرض حسن إنجازات المؤتمر قائلاً من أبرز ما حققه المؤتمر على مدار تسع سنوات تأهيل جيل من الخبراء الشباب الذين أصبحوا ركيزة أساسية في مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة، إضافة إلى تأسيس شركة (إي سيك) كإحدى ثمار مسيرته لدعم القدرات الوطنية والإقليمية في مجال الأمن السيبراني.
وتابع قلة عدد المتخصصين في الأمن السيبراني تمثل التحدي الأكبر أمام هذا القطاع الحيوي، مشيراً إلى أن هناك جهوداً مكثفة لمعالجة هذا النقص، وأن شركة لديها 12 مركز تدريب معتمد يسهم في إعداد الشباب وتأهيلهم لمواجهة التهديدات الرقمية المتزايدة.
وأشار إلى أن أسعار الكورسات التدريبية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، إلا أن المؤتمر والشركة يعملان على تذليل هذه العقبة من خلال البرامج التدريبية وانتشار المراكز المعتمدة، بما يضمن إتاحة فرص أكبر للشباب الراغبين في التخصص.
وكشف عن مبادرة جديدة إطلاق جائزة جديدة اعتباراً من النسخة العاشرة عام 2026، ستمنح لأفضل وسيلة إعلامية ساهمت في نشر الوعي بأهمية الأمن السيبراني.
أحمد بهاء: توسع شركة Isec إقليميًا
قال المهندس أحمد بهاء، أمين عام المؤتمر ونائب رئيس مجلس إدارة شركة Isec حصلنا على أول ترخيص (المستوى الأول) من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لتقديم خدمات الأمن السيبراني في مصر.
كما افتتحت الشركة فرعها في العاصمة السعودية الرياض، في خطوة استراتيجية تهدف لتعزيز خدماتها داخل المنطقة العربية، مع خطط للتوسع في المغرب العربي وكينيا وتنزانيا وشمال أفريقيا.
وليد زكريا: مصر في المركز 12 عالمياً
قال وليد زكريا، نائب الرئيس التنفيذي للأمن السيبراني بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات: "الأمن السيبراني أصبح أحد الركائز الأساسية لضمان حماية أمن المعلومات والبنية التحتية الرقمية، مشيراً إلى أن التهديدات السيبرانية لا تعترف بحدود وتتطلب عملا مشتركاً وبناء وعي متكامل."
وأضاف مصر اتخذت خطوات عظيمة في هذا القطاع، وأصبحت مركزاً إقليمياً رائدا، حيث وضعها تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات في المرتبة 12 عالمياً في الأمن السيبراني، كما حقق الشباب المصري إنجازا بالفوز بالمركز الأول في بطولة الإمارات للأمن السيبراني متفوقين على فرق من 138 دولة.
شريف حازم: الذكاء الاصطناعي سلاح مزدوج
قال الدكتور شريف حازم، وكيل محافظ البنك المركزي للأمن السيبراني: "المؤتمر يمثل منصة فكرية ومهنية مهمة تجمع خبراء العالم لمناقشة التحديات واستشراف مستقبل الحماية الرقمية، مشيداً بشعار المؤتمر في نسخته التاسعة."
وأضاف الذكاء الاصطناعي أصبح أحد العناصر المحورية، فمن جهة يساهم في تطوير منظومات دفاعية متطورة، ومن جهة أخرى بات أداة فعالة في أيدي المخترقين، مشيراً إلى أن ما بين 73 و82% من المؤسسات العالمية أصبحت تعتمد على الذكاء الاصطناعي في استراتيجياتها الأمنية، و45% من فرق الأمن السيبراني تبنت أنظمة مبنية عليه.
وتابع عام 2025 شهد 1200 حادثة استخدم فيها الذكاء الاصطناعي في الهجمات الإلكترونية، مؤكداً أن الدولة المصرية واعية بأهمية هذه التقنية ووضعت برامج استراتيجية للتعامل الآمن معها وتحويل التحديات إلى فرص نجاح.
بيشوي وصفي: الاستعداد أساس المواجهة
قال المهندس بيشوي وصفي، رئيس قطاع أمن المعلومات بشركة سايشيلد: "المؤتمر يمثل منصة إقليمية مهمة لتطوير صناعة الأمن السيبراني وتبادل الخبرات، مشدداً على أن الجاهزية والاستعداد المسبق يظلان العنصر الحاسم في مواجهة الهجمات، مؤكداً أن شركته تستعد لإطلاق منتجات صناعية مصرية بمواصفات عالمية لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
ريهام بهاء: بطولات وجوائز عربية
قالت الدكتورة ريهام بهاء، المتحدث الرسمي باسم المؤتمر: "الفعاليات تتضمن تنظيم جوائز Arab Cyber Security Awards 2025 لتكريم نخبة من الخبراء العرب في فئات متعددة منها جائزة المرأة العربية في الأمن السيبراني، إلى جانب التصفيات النهائية لبطولة Arab Security Cyber Wargames Championship 2025 بمشاركة 2047 متسابقا من 25 دولة، تأهل منهم 50 متسابقا يمثلون 10 فرق، حيث حجزت مصر أربعة مراكز متقدمة من أصل عشرة."ويحظى المؤتمر في نسخته التاسعة برعاية مجموعة من كبرى المؤسسات والشركات العالمية والإقليمية في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني، بما يعكس الدور المتنامي للقطاعين الحكومي والخاص في دعم الجهود المشتركة وتعزيز منظومة الأمن الرقمي بالمنطقة.
Copyright @2020 PPR. All Rights Reserved by