مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار سنويًا.. والهدف 1.3 تريليون دولار بحلول 2035

مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs) ضمن اتفاق باريس للمناخ، دعت الأمم المتحدة الحكومات الإفريقية إلى إعداد وتقديم خطط مناخية طموحة باعتبارها فرصة تاريخية لتعزيز الاقتصادات، وتأمين الطاقة، وتحسين مستويات المعيشة لشعوب القارة.

قال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ الخطط المناخية الوطنية القوية هي خرائط طريق نحو اقتصادات أكثر متانة، ووظائف أكثر، وحياة أفضل لجميع الأفارقة. هذه الخطط تفتح الباب أمام صناعات جديدة، واستثمارات ضخمة، وطاقة نظيفة ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع، وبنية تحتية قادرة على مواجهة التغير المناخي المتزايد.

وأضاف إفريقيا ليست فقط في الخطوط الأمامية لتأثيرات المناخ، بل هي في طليعة الحلول. هناك إمكانات هائلة وابتكارات في أنحاء القارة يمكنها بناء اقتصادات أكثر مرونة وخلق ملايين الوظائف الخضراء، إذا تم تنفيذ الخطط بفاعلية.

دعوة لتقديم الخطط قبل القمم الدولية الكبرى

تدعو الأمم المتحدة الدول إلى تقديم خططها الجديدة قبل محطات مفصلية، مثل قمة المناخ للأمين العام في سبتمبر ومؤتمر COP30 الذي تستضيفه البرازيل في نوفمبر 2025، بهدف تعزيز الاستجابة العالمية الجماعية والحد من الانبعاثات وضمان أمن الطاقة.

نماذج إفريقية رائدة

جنوب إفريقيا: تركز على انتقال عادل للطاقة وحماية المجتمعات، بدعم استثمارات دولية ارتفعت من 8.5 إلى 11.6 مليار دولار للتحول من الفحم إلى الطاقة النظيفة.

نيجيريا: تربط العمل المناخي بتوفير الطاقة والوظائف، مع خطط لخلق نحو 33,905 وظيفة خضراء بحلول 2030 عبر الطاقة الشمسية، إلى جانب إعادة تأهيل أكثر من 5 ملايين هكتار ضمن مشروع “الجدار الأخضر العظيم”.

المغرب: يحتضن مجمع ورزازات الشمسي، أحد أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في العالم، كنموذج لتحويل الطموحات إلى واقع.

تمويل مناخي غير مسبوق

أوضحت الأمم المتحدة أن التمويل المناخي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق خطط NDCs، مشددة على أن ما تم الاتفاق عليه في COP29 يقضي بمضاعفة التمويل إلى 300 مليار دولار سنويًا، مع هدف لرفعه إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا بحلول 2035، ما سيتيح استثمارات أوسع، ويقلل التكاليف الصحية، ويعزز القدرة على التكيف مع الأزمات المناخية.

أداة لتحقيق العدالة المناخية

تُعد المساهمات المحددة وطنيًا أداة محورية لخفض الانبعاثات وتعزيز القدرة على التكيف، وعندما يتم إعدادها بشكل متكامل، تتحول إلى خارطة طريق لجذب الاستثمار، وخلق الوظائف، وتوفير طاقة نظيفة وآمنة، وتحسين حياة ملايين الأشخاص في القارة الإفريقية.