المبادرة تثبت جدوى الاقتصاد الدائري في قطاع الاتصالات من خلال مراكز إصلاح وتجديد الأجهزة وإدارة المخلفات الإلكترونية وبناء القدرات المحلية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) وبعثة الاتحاد الأوروبي في مصر وحكومة فنلندا ووزارة الصناعة، وبالتعاون مع شركاء تقنيين رائدين من بينهم Orange Group وNokia وCordon، عن نتائج المرحلة الأولى من مشروع One Circle بعد عامين من انطلاقه، والإعلان عن خارطة الطريق حتى عام 2026. ويأتي ذلك ضمن فعاليات تقام في القاهرة تحت شعار “One Circle – محطات التغيير”، والتي تركز على التحول من مفهوم الاقتصاد الدائري إلى تطبيق عملي داخل قطاع الاتصالات في مصر.
بعد عامين ضمن برنامج SWITCH2CE، نجح مشروع One Circle في تحويل الاقتصاد الدائري من إطار نظري إلى منظومة تشغيلية متكاملة، من خلال خدمات الإصلاح، وإدارة رسمية للمخلفات الإلكترونية، وبرامج تنمية المهارات المستدامة. ويقوم المشروع على نهج شامل يجمع بين القطاع الخاص والجهات الحكومية والمؤسسات التنموية، مما أسهم في إدارة دورة حياة الأجهزة الإلكترونية بما يحقق قيمة اقتصادية واجتماعية وبيئية مستدامة.
حقق المشروع نتائج نوعية شملت إنشاء مركزين متخصصين:
خط إصلاح وحدات الشبكات بالشراكة مع Nokia وDSV،
مركز لتجديد الهواتف الذكية بالتعاون مع Upgrade وE-Tadweer وOrange Egypt،
وهو ما يمثل نقلة محورية في البنية التشغيلية لقطاع الاتصالات في مصر.
وبهذه المناسبة، قالت موجي دولون، مديرة البرنامج باليونيدو يمثل مشروع One Circle دليلًا حيًا على أن الاقتصاد الدائري ليس مجرد شعار، بل منظومة عملية قادرة على خلق قيمة اقتصادية، وتعزيز الاستدامة، وتحويل قطاع الاتصالات إلى قوة دافعة للتنمية.
تمكنت المراكز من إصلاح أكثر من 300 وحدة شبكات محليًا، وهو ما أتاح التعاون مع عدة مشغّلين من بينهم المصرية للاتصالات وOrange Egypt. وعلى مستوى الأجهزة الذكية، تم بيع أكثر من 1,300 هاتف مُجدَّد مع ضمان معتمد عبر Orange Egypt، بما يعكس ثقة السوق في الأجهزة الدائرية كحل مستدام واقتصادي.
وفي مجال إدارة المخلفات الإلكترونية، تمكن المشروع من جمع 10.22 طنًا من المخلفات الإلكترونية وأكثر من 2,000 هاتف محمول عبر قنوات رسمية، ما أسهم في إدراجها ضمن مسارات معالجة معتمدة وتقليل الأثر البيئي للنفايات. كما ساعد المشروع في تجنب 70,918 كجم من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بفضل إطالة دورة حياة الأجهزة وإعادة الاستخدام.
لم يقتصر تأثير One Circle على التشغيل، بل امتد إلى بناء القدرات؛ إذ أسهم في خلق أكثر من 60 فرصة عمل جديدة في أنشطة الاقتصاد الدائري بقطاع الاتصالات، بالإضافة إلى برامج تدريب وتنمية مهارات. كما توسعت شبكة الشركاء من 15 جهة عند بدء المشروع إلى 44 جهة اليوم، بما يعكس اتساع نطاق التأثير عبر سلاسل القيمة التقنية واللوجستية والتنظيمية.
وتبرز أهمية هذه النتائج في ظل كون مصر أكبر مولد للمخلفات الإلكترونية في أفريقيا، ما يجعل الحلول الدائرية القابلة للتوسع ضرورة ملحة. وقد أثبت المشروع إمكانية تغيير السلوك المجتمعي؛ حيث سجلت برامج التوعية المدرسية تحسنًا بنسبة 100% في فهم الطلاب لقضايا المخلفات الإلكترونية، ووصلت أنشطة التوعية إلى أكثر من 3,000 مستفيد في المدارس والقرى والمناطق الريفية.
في هذا السياق، أكدت سفيرة فنلندا، رييكا إيلا تدعم فنلندا المبادرات في مصر لأن التحديات المرتبطة بالحد من النفايات هي تحديات عالمية بطبيعتها وتتطلب توحيد الخبرات عبر الحدود. فالتعاون — بما في ذلك التعاون المباشر بين الحكومات — يعد عنصرًا أساسيًا لضمان انتقال سلس ومستدام نحو الاقتصاد الدائري.”
كما صرّح لورينزو فينجوت هارينغتون، رئيس فريق التحول الأخضر والمستدام ببعثة الاتحاد الأوروبي تركّز مبادرة SWITCH2CE على تعزيز ممارسات الاستدامة بما يتماشى بالكامل مع مبادئ الاقتصاد الدائري للاتحاد الأوروبي.
وفي ختام الفعالية، أكد السيد عماد عبد الحميد، مساعد وزير الصناعة للمشروعات التنموية والشؤون المالية، أن مبادرة One Circle تدعم الاستراتيجية الصناعية المصرية 2025–2030 ورؤية مصر 2030، موضحًا أن الأهداف الاستراتيجية تستهدف رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي لأكثر من 20%، وزيادة مساهمة الصناعات الخضراء إلى ما لا يقل عن 5% من إجمالي الناتج المحلي خلال السنوات الخمس القادمة، إلى جانب توسيع حجم العمالة الصناعية ليصل إلى 7 ملايين وظيفة بحلول عام 2030.
ومع دخول عام 2026، يستعد مشروع One Circle لمرحلة جديدة ترتكز على توسيع قدرات الإصلاح والتجديد، وتعزيز منظومات جمع المخلفات الإلكترونية الرسمية، ودعم الأطر التنظيمية، وبناء ثقة أقوى في الأجهزة المُجددة داخل السوق. كما ستتوسع المبادرة عبر شراكات استراتيجية جديدة من أبرزها شركة راية للتجارة والتوزيع تحت مظلة راية القابضة للاستثمارات المالية وThe Greek Campus، بما يجعل التجربة المصرية نموذجًا قابلًا للتطبيق في قطاعات ودول أخرى ضمن منظومة الاتصالات الدائرية.