سجلت أسعار النفط مكاسب إيجابية لمعظم جلسات الأسبوع الماضي، مع ارتفاع الاستهلاك في الولايات المتحدة والصين في حين تستأنف دول أخرى الإغلاقات لوقف المعدل المتزايد للإصابات.
وأنهى سعر عقود خام برنت القياسي تسليم شهر يونيو ، مرتفعاً 1.7 في المئة على أساس أسبوعي ليغلق عند 67.25 دولار للبرميل، في حين صعد سعر عقد خام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي تسليم يونيو بنسبة 2.3 في المئة خلال الأسبوع ليسجل 63.58 دولار للبرميل.
وعلى صعيد الأداء الشهري، سجلت أسعار النفط خلال أبريل الماضي، صعودها الخامس في غضون ستة أشهر، مع توقعات بعودة الطلب العالمي على الخام إلى مستويات ما قبل كورونا.
وارتفع سعر برميل خام برنت القياسي العالمي بنحو 5.8 في المئة خلال أبريل 2021، في حين سجل الخام الأميركي مكاسب بنحو 7.5 في المئة.
من جهة ثانية، تراجع إنتاج النفط في الولايات المتحدة بأكثر من مليون برميل يومياً في فبراير الماضي، مسجلاً أدنى مستوى منذ أكتوبر 2017، وتصدرت الهند قائمة أكبر المشترين للخام الأميركي.
وأظهر التقرير الشهري الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن إنتاج الولايات المتحدة النفطي تراجع إلى مستوى 9.862 مليون برميل يومياً خلال شهر فبراير الماضي مقابل 11.059 مليون برميل يومياً، المسجلة في يناير السابق له بعد التعديل بالخفض.
وبيانات فبراير 2021 هي المرة الأولى التي يهبط فيها إنتاج النفط الأميركي عن مستوى عشرة ملايين برميل يومياً منذ يناير 2018.
وجاء هبوط الإنتاج بينما تسببت موجة شديدة البرودة في تكساس في وقف بعض الإنتاج، لكن انخفاضات حدثت أيضاً في ولايات رئيسة أخرى منتجة للخام.
ومن ناحية أخرى، تراجع إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار 7.8 مليار قدم مكعب يومياً، وهو أكبر انخفاض شهري مسجل، إلى 94.8 مليار قدم مكعب يومياً في فبراير الماضي، بحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة.
وكان إنتاج الغاز الطبيعي الأميركي قد سجل ذروة عند 107.1 مليار قدم مكعب يومياً في ديسمبر 2019.
وبحسب بيانات شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة، أضافت شركات الطاقة الأميركية حفارات للنفط والغاز هذا الأسبوع، مما يؤدي إلى تاسع زيادة شهرية على التوالي في عدد الحفارات، بينما يغري تعافي الأسعار بعض شركات الحفر على استئناف النشاط.
وأفادت شركة "بيكر هيوز" في تقريرها الأسبوعي، الجمعة، بأن عدد حفارات النفط والغاز، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلاً، زاد بمقدار حفارين اثنين إلى 440 حفاراً في الأسبوع المنتهي في 30 أبريل الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2020.
وهذه هي المرة السادسة التي يرتفع فيها عدد الحفارات في الأسابيع السبعة الماضية وترفع العدد الإجمالي بمقدار 32 حفاراً، أو 8 في المئة، عن مستواه قبل عام. وهو أيضاً مرتفع 80 في المئة، منذ أن سجل مستوى قياسياً منخفضاً بلغ 244 حفاراً في أغسطس 2020، بحسب بيانات "بيكر هيوز" التي ترجع إلى عام 1940.
نتائج إيجابية
شهد الأسبوع الماضي إعلان شركات النفط العالمية نتائج إيجابية عن الفترة الربع الأول من عام 2021، ما حسن الثقة في مستقبل الصناعة النفطية، كان أبرزها أرباح "إكسون موبيل"، و"شيفرون"، البالغة 2.7 مليار دولار، و1.4 مليار دولار على التوالي، كما زادت أرباح "رويال داتش شل" إلى 3.23 مليار دولار خلال الفترة، و"بريتش بتروليوم" البريطانية (بي بي) 2.65 مليار دولار.
وكانت الأسعار قد وصلت يوم الخميس لأعلى مستوياتها في 6 أسابيع بجلسة الخميس بدعم التوقعات الإيجابية لنمو الاقتصاد الأميركي، والذي طغى على تفاقم أوضاع كورونا في الهند.
وكان الاقتصاد الأميركي قد سجل نمواً ملحوظاً خلال الربع الأول من هذا العام، وذلك بالقراءة الأولية حول أداء الناتج المحلي الإجمالي.
وتعرضت أسعار النفط لضغوط مزدوجة نتيجة المخاوف في شأن إعادة فرض قيود أوسع نطاقاً في الهند والبرازيل، من أجل الحد من تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا، إلى جانب ضغوط بسبب تباطؤ نمو نشاط المصانع في الصين، وجاء من دون التوقعات في أبريل ، على الرغم من أن مسحاً للقطاع الخاص أظهر أن نشاط المصانع في اليابان نما في أبريل بأسرع وتيرة منذ أوائل 2018.
وقال محللو "إنرجي أسبكتس" في مذكرة بحثية نقلتها وكالة "رويترز"، "لا يزال تعافي الطلب بعد الجائحة متفاوتاً، والارتفاع في حالات الإصابة بالهند بمثابة تذكير في الوقت المناسب بأن أي ارتفاع إلى 70 دولاراً سابق لأوانه". ورجحوا بلوغ مثل هذا المستوى في الربع الثالث من هذا العام عندما يشهد الطلب تحسناً جوهرياً، ويتم خفض المخزونات.
Copyright @2020 PPR. All Rights Reserved by