تحتفل مصر اليوم بمرور 63 عاما على قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوضع حجر الأساس للسد العالي وذلك يوم 9 يناير 1960.
وصرح الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري أن هذا المشروع العظيم يعد "أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين"، وقد حمى هذا المشروع مصر من الجفاف والفيضانات على مدى عشرات السنوات، ويمثل قدرة الشعب المصرى على البناء والعمل عندما استطاعت السواعد المصرية بناء هذا العمل الضخم بكل إصرار وعزيمة.
وأضاف أننا سنحتفل أيضا خلال أيام بذكرى قيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بافتتاح مشروع السد العالى فى يوم 15 يناير عام 1971، هذا اليوم الذى أصبح عيدا قوميا لمحافظة أسوان.
وتوجه الدكتور سويلم بالتحية والتقدير لكل من شارك فى تحقيق هذه الملحمة التاريخية حينما كتب العاملين بهذا المشروع تاريخاً عظيماً يُروى لأجيال عديدة قادمة ، عندما تمكنوا من ترويض الطبيعة الصخرية فى جنوب مصر ليبنوا السد العالي كعلامة بارزة وخالدة في تاريخ مصر.
البدايـــة
انطلقت فكرة تشييد السد العالي بهدف حماية مصر من فترات الفيضان والجفاف، وبداية مرحلة التنمية في صعيد مصر، وفي 18 أكتوبر 1952 تقدم المهندس المصري اليوناني "أدران دانينوس" بفكرة تأسيس سد عند مدينة أسوان ، ليخزن مياه الفيضان ويصبح مصدرا للطاقة الكهربائية.
وسرعان ما تقدمت شركتان للتصميم الهندسي للمشروع في بداية 1954، ووافقت لجنة دولية على التصميم بعد عامين فقط من تقديم المقترح.
أزمة التمويـــل
التمويل كان أكبر التحديات التي واجهت مصر خلال تشييد المشروع، وبعد تأكد البنك الدولي من سلامة تصميم مشروع السد، قرر اعتماد نحو 8 ملايين دولار كجزء من تمويل تجهيزات البنية التحتية المحيطة بمنطقة السد.
واستمرت المفاوضات وقتها بين مصر وعدة دول لإتمام إجراءات التمويل، وفي ديسمبر 1955 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية توليها مهمة التمويل مع بريطانيا والبنك الدولي بتكلفة تصل إلى 1.3 مليار دولار.
وتغيرت خريطة التمويل بعد أن أعلنت الولايات المتحدة انسحابها، بزعم أن الاقتصاد المصري لا يستطيع تحمل المشروع. وعلى الفور اتخذ جمال عبدالناصر قرارا بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس، لتصبح شركة مساهمة مصرية في 26 يوليو 1956، لتتضاعف الضغوط الدولية بوضع شروط صعبة لإتمام عملية التمويل.
ومع تزايد التحديات أمام الحكومة المصرية وقتها لإنجاز المشروع زاد إصرار المصريين لمساندة القيادة السياسية والتكاتف معا بالتطوع في العمل في مشروع السد العالي بأسوان، رغم بعد الموقع عن القاهرة. وخلال 27 أغسطس 1960 نجحت مصر في التوقيع مع الاتحاد السوفيتي على قرض لاستكمال المرحلة الثانية من المشروع.
مراحل المشروع
عملية بناء السد العالي تضمنت مرحلتين، بدأت المرحلة الأولى بوضع حجر أساس المشروع بمنسوب 130 متراً وأساس محطة الكهرباء. بينما تضمنت المرحلة الثانية من بناء السد عملية استكمال بناء السد من رخام الجرانيت والرمال والطمي إضافة للطين الأسواني، إضافة لتركيب التوربينات وتشغيلها والانتهاء من محطة توليد الكهرباء وخطوط نقل الكهرباء.
واهتم المشرفون على بناء السد بإغلاق مجرى نهر النيل على مسافة 7 كيلومترات، ما يساعد على تحويل المياه إلى قناة بها أنفاق متصلة وفي نهايتها محطة كهرباء مزودة بـ12 توربينا، لأن عرض مجرى النيل عند السد يبلغ 205 أمتار بارتفاع 111 متراً وقاعدة تصل 980 مترا.
وخلال عام 1968 استقبلت بحيرة ناصر الواقعة بالقرب من السد العالي المخزون الأول للمياه القادمة من منابع النيل، لتنتهي عملية بناء السد بالكامل في منتصف يوليو 1970، بتكلفة قدرت وقتها بنحو 400 مليون جنيه وفي 15 يناير 1971 أعلنت مصر افتتاح مشروع السد العالي رسميا.
Copyright @2020 PPR. All Rights Reserved by