الخميس 02 ,مايو ,2024

المقاطعة والدعـــاوى المُضِلة

عبيـر طاهـر / الجمعة 17 ,نوفمبر ,2023

عادت القضية الفلسطينية على سطح موائد الحوار السياسي العالمي ولكن هذه المرة بقوة وكأنها في أوجها ومع تأجج الصراع والمقاومة ضد الاعتداء الغاشم وحرب الإبادة التي يشنها الكيان الطفيلي --الذى أصاب الجسد الدولي كله لافلسطين وحدها، ظهرت الدعاوى إلى (المقاطعة) مقاطعة كل ماهو صهيوني أو ينتمى إلى هذا الكيان أو يدعمه بأي شكل في ظاهرة لم يسبق لها" السطوع " منذ حرب الكرامة وانتصار أكتوبر العربي بأيادي مصرية وروح عربية وتأييد من الله من قبل ومن بعد.

اليوم عاد اسم فلسطين يتردد بعد الخفوت، على لسان الأطفال والشباب والرجال والنساء ليس فقط بدول العرب وإنما ولأول مرة ولسطوة شبكات الاتصالات و منصات التواصل الاجتماعي تردد اسم فلسطين بين شعوب العالم وخرج

المنددون بالاحتلال الدنس من كل الاجناس وبكل اللغات بل أصبحت) المقاطعة( سلاح العرب وغيرهم ضد هذا الطٌفيل الذي يفترس الشعب المناضل.

المقاطعة، السلاح السلبي -إذا صح التعبير- ضد الصهاينة وأعوانهم وقوتها تتزايد بانتشارها عبر وسائل الاتصالات الرقمية ورغم سيطرة العدو العالمي على الأغلبية العظمى منها، وكلما ظهرت فاعلية هذا السلاح ازدادت واشتعلت الحرب ضده وإن تظاهرت وتخفت وراء دعاوى الحرص على المستقبل الاقتصادى للدول أو الحفاظ على مصالح الأفراد من أصحاب الأعمال أو الموزعين أو منافذ البيع والمطاعم وماإلى ذلك !!!

وظهرت أصوات مشبوهة تطالب بوقف المقاطعة حرصا على اقتصاد الدولة !! وتشكك في تأثير هذا العمل على سير الأحداث، وبالطبع تلك النداءات تنطلق عبر أبواق تخثرت دماء وطنيتها عبر سنوات القهر والخضوع والإلهاء المتعمد فيما لايسمن ولايغني من جوع من مباريات كروية وصراعات لانتماءات الفانلة ! ومسابقات غناء ومواهب فاسدة! ووهم النهضة عن طريق الاستدانة! ومحاولة مني لإيضاح ضعف تلك الحجج وسطحية هذا التفسير وضلال تلك الدعاوى مستندة إلى منطق بشري ومعلومات متاحة لمن يبحث بجِد عن الحقيقة!

المقاطعة ليست لمنتج أو سلعة وإنما هي مقاطعة لعلامة تجارية واستبدالها بأخرى فيما يطلق عليه في علم الاقتصاد "استبدال الطلب" أو DEMAND SUBSTITUTION  وهو إجراء يضمن شراء الأفراد لمنتجات وطنية وزيادة الإقبال

عليها بدلا عن منتجات أخرى توجه أرباح الشركات المنتجة لها إلى قلب شعب آخر بل أخوة أشقاء. 

بهذا لن يتأثر أبدا الاقتصاد الوطني إلارفعة وازدهارا، أما دعوى تضرر الموزعين والشركات التى تنقل وتوزع وتصنع وتبيع هذه المنتجات المستبدلة، فهذا أيضا تضليل وسطحية لأن تلك الشركات وهؤلاء الموزعين سوف يلغون التعاقد مع المنتجين الداعمين للعدو، ومع استمرار الطلب على المنتج الوطني سوف يتوجهون إلى التعامل مع الشركات والمنتجين الوطنيين لضمان استمرار مكاسبهم وتعويض الخسارة الوقتية، وبهذا فلن يتاثر هؤلاء الابفائدة وتوفير للعملة الأجنبية المهدرة، أما الادعاء بفقدان العاملين بالشركات والمحال التجارية والمطاعم ومانحوها لوظائفهم وارتفاع معدل البطالة، أحب أن اشير إلى ازدياد طلبات التوظيف بالفعل من الشركات الوطنية لاحتياجها إلى عمال وموظفين لتوسعها في الإنتاج تبعا لتزايد الطلب على منتجاتها وفي هذا ردا عملي وواقعي على مايثار من دعاوى التخازل ونداءات التخويف ومخططات إفشال تلك الصحوة المباركة التي طال انتظارها والتى أعادت الروح إلى جسد كان قد أوشك على

التحلل، وبهذا تصبح "المقاطعة المباركة" هي قبلة الحياة لاقتصادنا العربي والقبس الذي سوف يحيي بإذن الله شعلة النهضة الوطنية والعربية.

أما الخير الأعظم الناتج عنها هذا التداعي للجسد الإنساني عندما اشتكى منه عضو هو القلب.. هو (فلسطين).

أما الختام فهو وعد الله العلي العظيم بإذنه ورحمته (ألا إن نصر الله قريب)