الجمعة 20 ,يونيو ,2025
Close ad

عند ـ مفترق ـ الطرق ... لا قروض بعد اليوم !!

بقلم الكاتب: محمــد حسين / الأحد 23 ,يونيو ,2024

لا أحد ينكر تأثير  الأوضاع "الجيوسياسية" الملتهبة فى المنطقة، بما تفرضه من  ضغوطات إضافية تفاقم من حدة الأزمة الاقتصادية الراهنة، وتعطل وتهدد برامج الإصلاح الرامية إلى وضع حلول جذرية، تحقق إصلاحا هيكليا حتميا، بدونه لايمكن القضاء على الأسباب، التي تحول دون الخروج من الأزمة المستمرة.

[ 1 ]

هناك حقيقة يجب أن لانغفلها، وهي أن المجتمع لم يجن حتى الآن أية ثمار لعملية الإصلاح الشاقة، خاصة بعد استقرار سعر الصرف والقضاء على السوق الموازية للدولار، فالأسعار لم تتراجع بنسبة مؤثرة كما كان متوقعا، بل بعضها مازال يشهد أرتفاعًا، وسط مخاوف من موجات تضخمية أخرى قادمة، تزيد من المعاناة التي طالت الجميع.

[ 2 ]

خبراء الاقتصاد يؤكدون أن آليات التعامل الحكومي مع الأزمة الاقتصادية خلال الأعوام الماضية، لم تكن على قدر كاف من الكفاءة، ولم تمثل الحل الأمثل، مما يتطلب ضرورة تغيير هذه السياسات تماما، ووضع أخرى بديلة تهدف إلى ضبط بوصلة المجتمع نحو الإنتاجية، وفق خطط مدروسة تعمل فى نفس الوقت على "تلجيم" النشاط الاستهلاكي غير المبرر.

[ 3 ]

إذا كانت الحكومة القادمة سوف تعمل بنفس الأفكار والسياسات السابقة، وتعتمد على القروض الخارجية والدين الداخلي وزيادة "الجباية"، فالأزمة سوف تستمر، وغالبا ستزداد حدة وتعقيدًا، والمطلوب العمل فورًا ودون تأجيل على تحقيق هدف المجتمع الإنتاجي، وضرورة الإسراع بتخارج الدولة من الاقتصاد، وتخفيض الإنفاق الحكومي، وضبط الأسواق الغارقة في فوضى الإستغلال.

[ 4 ]

الإنتاج وحده فقط هو ضماننا للخروج من أزمتنا الاقتصادية، ومواجهة التحديات "الجوسياسية" بكل احتمالات تطورها وتدهورها، وهو مايدعونا إلى العمل بكل جدية على تحقيق هذا الهدف، كما يجب أن نعيد  النظر فى مسألة العطلات الرسمية، فلا يوجد مجتمع منتج يقضي أكثر من نصف العام في راحة من العمل، ثم يقترض لإستيراد طعامه!!.

[ 5 ]

لو سألتني عن حلمي العاجل لمصر، سوف أقول لك أن تكف عن الإقتراض الخارجي، وأن يشهد هذا العام توقف عجلة القروض، وأن يكون شعارنا لا قروض بعد اليوم،  فهذه هي المسألة التي يجب أن تحظى باهتمام الجميع، حكومة وشعبًا، وهو حلم ليس صعبًا إذا ماتوافرت الإرادة السياسية والوطنية، فلم ننهض بديون تثقل كاهلنا بأقساط وفوائد تلتهم نصيبًا كبيرًا من دخلنا القومي، غير التأثيرات السلبية الأخرى التي ليست في حاجة إلى شرح.

حفظ الله مصر

الله ، الوطن ، الناس 

من وراء القصد

■ فى الختام .. تقول الحكمة القديمة: "إن شئت أن تحصد المال فازرعه"