- تنتشر في أنحاء مصر 38 حاضنة أعمال و13 مسرعة أعمال، وهناك اهتمام حكومي كبير بدعم ريادة الأعمال.
- تقارير دولية تؤكد أن مصر بيئة جاذبة للاستثمارات لاسيما المتعلقة بالتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية.

- إنشاء مركز مصر لريادة الأعمال والابتكار ليكون المسئول عن إدارة ملف الابتكار وريادة الأعمال.
- مراكز إبداع مصر الرقمية تنتشر في أنحاء الجمهورية وتستهدف تنمية المهارات الرقمية للشباب بكل المحافظات.

لم يعد مقبولا أن تتحول شهادة التخرج من الجامعة إلى ديكور يزين أحد حوائط المنزل، خاصة وأن المستقبل يتطلب أن يستفيد الشباب مما سبق لهم دراسته وتعزيز ذلك ببرامج متخصصة في ريادة الأعمال تنير لهم الطريق وترشدهم نحو تأسيس مشروع مناسب لاحتياجات المجتمع، وتساهم في استدامة نمو الاقتصاد الوطني، وتعد المبادرات والبرامج التي دشنتها الجهات الحكومية المختلفة مؤخرًا لدعم رواد الأعمال بمثابة فرصة ذهبية أمام جيل الشباب لتأسيس شركة واكتساب مهارات إدارتها، وتطور العلامة التجارية، بالتزامن مع كيفية تحليل البيانات واتخاذ القرارات، وتقدر قيمة منظومة الشركات الناشئة في مصر بنحو 8.3 مليار دولار بناءً على قيمة الشركات الناشئة المصرية التي حصلت على استثمارات، وفقاً لأحدث التقارير العالمية بينما بلغ حجم الاستثمار للشركات الناشئة عالميًا نحو 285 مليار دولارًا بنهاية عام 2023.

جمعت الشركات الناشئة المصرية 53 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الجارى، طبقاً لمنظمة "أفريكا ذا بيج ديل"، واستحوذت على 12% من إجمالي التمويلات الأفريقية في الربع الأول وحلت في المركز الرابع بعد كل من نيجيريا وكينيا وجنوب أفريقيا، وكانت شركات مصر الناشئة قد جمعت تمويلات بقيمة 640 مليون دولار واستحوذت على 95% من إجمالي تمويلات الشركات الناشئة في شمال أفريقيا عام 2023، وتقع مصر ضمن أفضل بيئات الشركات الناشئة وفقًا لتقرير "ستارت اب بلينك" عن البيئة العالمية للشركات الناشئة لعام 2023، حيث تحتل المركز الـ67 عالميًا والثالثة في منطقة الشرق الأوسط بعد الإمارات التي تحتل المركز الـ28 والمملكة العربية السعودية التي تحتل المركز الـ66، وقد كشف التقرير عن صلابة بيئة الشركات الناشئة المصرية بفضل الكتلة البشرية التي تمكن الشركات المصرية والأجنبية من الحصول على الكفاءات والمهارات بأسعار معقولة، بالإضافة إلى تحسن سياسات ريادة الأعمال، وتمويل رأس المال المخاطر مما جعل من مصر بيئة جاذبة للاستثمارات لاسيما المتعلقة بقطاع الشركات التكنولوجية والتجارة الإلكترونية.

وتنتشر في أنحاء مصر 38 حاضنة أعمال و13 مسرعة أعمال، و هناك اهتمام كبير من القيادة السياسية لدعم الشركات الناشئة بشكل كبير، منذ عام 2014، وتسعى الجهات الحكومية باستمرار إلى تنفيذ العديد من الإجراءات التي تستهدف تحقيق طفرة حقيقية لتشجيع وجذب الاستثمارات المُوجهة إلى الشركات الناشئة، وتذليل مختلف التحديات التي تواجه زيادة استثمارات هذا القطاع، فضلًا عن توفير بيئة ملائمة لرواد الأعمال وملف ريادة الأعمال والابتكار؛ لثقتها في أهميته كنشاط اقتصادي له دور محوري في تحقيق الطفرات التنموية التي يحتاجها اقتصاد مصر.

كذلك يلعب القطاع المصرفي في مصر دورًا بارزًا في دعم رواد الأعمال عبر عدد من المبادرات ومؤخرًا أطلق بنك مصر  برنامج "تقدر" مسرع وتيرة نمو الشركات الناشئة على مدى ستة أشهر، ويقدم مجموعة واسعة من خدمات الدعم الفني والمالي إلى جانب العديد من المزايا الاستراتيجية، بما في ذلك الوصول إلى قاعدة عملاء تضم أكثر من 15 مليون شخص تغطي جميع الفئات، والتواصل مع الخبراء المتخصصين والاستفادة من الشراكات الاستراتيجية في جميع القطاعات، بالإضافة إلى استمرار الدعم وفرص النمو لجميع الشركات المتخرجة من البرنامج.

التأسيس الإلكتروني

الجهود التي تبذلها الدولة لدعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة، تشمل إنشاء وحدة دائمة لريادة الأعمال والشركات الناشئة تابعة لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وعضوية الجهات المعنية بريادة الأعمال في مصر، وتختص الوحدة بالتواصل مع رواد الأعمال للتعرف على التحديات التي تواجههم ومقترحاتهم وأفكارهم لوضع حلول مناسبة لتطوير بيئة ريادة الأعمال في مصر، بينما تعرض المنصة الإلكترونية الخاصة بالوحدة كافة الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية الداعمة لريادة الأعمال، كما تتضمن جميع المعلومات عن بيئة الشركات الناشئة في مصر، وكذلك جميع المعلومات عن الجهات التمويلية المهتمة بالقطاع من حاضنات ومسرعات الأعمال وصناديق استثمارية، ويضم مقر الوحدة مكتب مختص بإجراءات التأسيس الإلكتروني للشركات الناشئة، ومكتب للرد على الاستفسارات الخاصة برواد الأعمال، ومكتب لتلقى المقترحات والشكاوى والتحديات من ممثلي الشركات الناشئة، وتضطلع  وحدة ريادة الأعمال بوضع تعريف واضح ومحدد للشركات الناشئة ومشروعات ريادة الأعمال، لتسهيل حصولها على الحوافز المُخصصة بالشركات الناشئة الواردة بقانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لعام 2020، كما تقوم الوحدة بحصر وتحليل الإجراءات والحوافز المقدمة للشركات الناشئة ورواد الأعمال وذلك لاقتراح مجموعة جديدة من الحوافز خلال المرحلة القادمة، وتفعيل آليات تقليل زمن التخارج للشركات الناشئة بحيث لاتتجاوز المدة الإجمالية لعملية التصفية 90 يومًا من تاريخ تقديم الطلب، بالإضافة إلى إعداد مُقترح لإنشاء مأمورية ضرائب خاصة بالشركات الناشئة.

المهارات الرقمية

كشفت بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر من ضمن أفضل3 دول فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى جذب الاستثمارات للشركات التكنولوجية الناشئة، وتتمثل جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدعم الشركات الناشئة من خلال أربعة محاور وهي المحور الأول: النفاذ إلى القطاع الحكومي من خلال نفاذ تسويقي لإجراء عمليات تجارية مع القطاع الحكومي، أو تيسير الإجراءات التي تتطلبها الجهات المختلفة، كذلك تتعاون وزارة الاتصالات مع هيئة الاستثمار ووزارة المالية، ومصلحتي الضرائب والجمارك، وهيئة الرقابة المالية لتسهيل الإجراءات للشركات الناشئة، حيث تتعاون وزارة الاتصالات حاليا مع هيئة الاستثمار لتسهيل إنشاء الشركات الافتراضية بدون مقر، والسماح بتسجيل مقر الشركات الناشئة بأحد مراكز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا"، كما يتم حاليًا التعاون مع مصلحة الضرائب لتسهيل إجراءات المعاملات الضريبية، أما المحور الثاني يتمثل في النفاذ إلى القدرات من خلال توفير مجموعة من البرامج والمبادرات التدريبية لضخ المزيد من الكوادر المدربة لسوق العمل التي تتطلبها الشركات العالمية والمحلية الكبرى والشركات الناشئة، كما سيتم إتاحة "بنك المهارات" من خلال "إيتيدا" والذي يضم الموارد البشرية التي تلقت التدريب من الوزارة لكي تستطيع الشركات الناشئة التواصل معها، كذلك يتم العمل على إنشاء معمل لإبداع التطبيقات الحكومية بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي GIZ في مركز إبداع مصر الرقمية الجيزة، يتم من خلاله دعوة مجموعة من الشركات الناشئة لتصميم برامج سيتم الاستعانة بها في مختلف إجراءات العمل الحكومي وعند نجاحها سيتم التعاقد معها، كما سيتم تدريب كوادر الشركات الناشئة على احتياجات جهات الحكومة من تطبيقات وحلول، ويتمثل المحور الثالث في النفاذ إلى الأسواق الخارجية من خلال المعارض التي تقام بالخارج لإتاحة الفرصة للشركات لعرض منتجاتها وحلولها؛ حيث يتم تنظيم محافل تشبيك نوعية يتم من خلالها دعوة الشركات الناشئة والجهات العاملة في كل قطاع لتسهيل نفاذ هذه الشركات لكافة القطاعات، ويتمثل المحور الرابع في النفاذ إلى الاستثمارات من خلال التعاون مع البنك المركزي وهيئة الاستثمار لإتاحة صناديق استثمارات للشركات الناشئة لتيسير الاستثمار في هذه الشركات سواء من الناحية الإجرائية أومن ناحية الحصول على موارد مالية، كما تعمل الوزارة على تسهيل إجراءات إنشاء الشركات الناشئة والتي شملت تخفيض رأس مال إنشاء شركات الشخص الواحد من 50 ألف جنيه إلى 1000 جنيه؛ وتأسيس شركات مقراتها افتراضية، والعمل على بناء منصة رقمية لتأسيس الشركات عن بُعد، وذلك بالتزامن مع البدء في نظام القوائم البيضاء للشركات الناشئة العاملة في مجال التصميم الإلكتروني والدوائر لتيسير إجراءات استيراد المكونات الإلكترونية.

 مراكز الإبداع

بدأت مراكز إبداع مصر الرقمية بعدد3 مراكز ووصلت حتى الآن إلى 20 مركزًا، في إطار خطة تستهدف نشر مراكز إبداع مصر الرقمية في جميع المحافظات لتهيئة البيئة المحفزة للإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال وتنمية المهارات الرقمية للشباب بكل المحافظات.

وتضم المراكز معامل تكنولوجية متخصصة، ومراكز للتدريب ولعقد الندوات وورش العمل وحاضنات تكنولوجية لإنشاء وتطوير قدرات الشركات الناشئة والربط بين الشباب والمستثمرين وكبرى الشركات العالمية والمحلية العاملة في مجالات دعم الإبداع وريادة الأعمال.

كما تم الاتفاق مع شركتين عالميتين مرموقتين فى مجال تمكين الشركات الناشئة وتسريع نموها وهى شركة "بلاج أند بلاى"Plug and Play ، لتشغيل مركز إبداع مصر الرقمية قصر السلطان حسين كامل، وشركة 500 جلوبال "Global 500" لتشغيل مركز إبداع مصر الرقمية الجيزة، وذلك بالتزامن مع إنشاء معمل الابتكار الحكومي بمركز إبداع مصر الرقمية الجيزة، بهدف تمكين الشركات الناشئة المبتكرة المهتمة بمجال التكنولوجيا الحكومية، وتعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا الحكومية مما يسهم في تحسين جودة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، وتعزيز مكانة مصر في المؤشرات العالمية للتحول الرقمي.

الابتكار والتفكير

 مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات يستهدف دفع الابتكار وريادة الأعمال في الصناعة الوطنية لضمان استفادة الأفراد والشركات من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتتضمن أنشطة المركز تطوير مهارات ريادة الأعمال وبناء قدرات الشباب ونشر الثقافة التكنولوجية وتوجيه الطلاب والخريجين في مجالات الابتكار والتفكير التصميمي والتكنولوجيا ومبادئ ريادة الأعمال، بما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي في مصر، ومؤخرًا أطلق المركز الدورة الواحدة والعشرين من برنامج ماقبل الاحتضان، الذي يهدف إلى دعم الشركات الناشئة من خلال التدريب والتوجيه، ويوفر البرنامج تدريب مكثف وتفاعلي يساهم في تسريع دورة حياة الشركات الناشئة في المراحل المبكرة، ويقدم مايعادل سنوات من التعلّم بالممارسة في بضعة أشهر ويستهدف البرنامج رواد الأعمال في جميع محافظات الجمهورية، ويُنظَم عبر الإنترنت، ويتضمن البرنامج 11وحدة تغطي مواضيع مختلفة، منها بناء نموذج الأعمال، وتطوير خطط الأعمال، وأساليب تطوير المشاريع والتسويق، والملكية الفكرية والقانونيات، ومنهجية الشركات الناشئة الرشيقة (lean startups)، والإدارة المالية في الشركات الناشئة، واستراتيجيات العمليات، واستراتيجيات المبيعات، وإدارة تكنولوجيا الإبداع، واكتساب المواهب، وأساليب عرض المشاريع أمام المستثمرين، كما يشمل البرنامج عدة جلسات توجيه حول نماذج الأعمال وأنشطة التسويق والخطط المالية والنسختين الأولية والنهائية من خطط الأعمال والعرض التقديمي للمشاريع، وتحصل الشركات الناشئة بنهاية البرنامج على خطة عمل قابلة للتطبيق وخطة تسويق للمشروع وخطة إدارة مالية وعرض تقديمي للمشروع المطبق، إلى جانب جلسات توجيه إضافية للشركات الناشئة المتميزة، وتقرير موضح فيه نقاط القوة ومجالات التطوير.

التخطيط والتنمية

وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تساهم بدور فعال في الاهتمام بملف ريادة الأعمال والابتكار في مصر والذي يعد نشاطًا اقتصاديًا له دور محوري في تحقيق الطفرات التنموية التي يحتاجها الاقتصاد القومي، وفي هذا السياق تم إنشاء مركز مصر لريادة الأعمال والابتكار بقرار وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ليكون المسئول عن إدارة ملف الابتكار وريادة الأعمال تحت مظلة المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة -الذراع التدريبي للوزارة، وقالت الدكتورة  هبه ذكي، مدير مركز مصر لريادة الأعمال والابتكار التابع للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة أنه خلال العام الماضي تم تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات من أهمها إطلاق المنصة الإلكترونية الخاصة بالمركز لتكون نافذة لرواد الأعمال وصناع القرار والمستثمرين، كما تم تفعيل المركز التعليمي الإلكتروني على ذات المنصة والذي يحتوى على أكثر من 72 برنامج تدريبي متاح بأربع لغات العربية، الانجليزية، الفرنسية، بالإضافة للغة الإشارة، وجارى العمل على إضافة مقررات أخرى من "مبادرة 100 مليون متعلم" المقدمة من جامعة ثندربيرد بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى إطلاق3 برامج لما قبل الاحتضان في مجالات صناعة الأزياء المستدامة، والتكنولوجيا الحيوية، والتحول الرقمي صناعات الجيل الرابع وتخريج نحو 60 مشروعًا في هذه المجالات الثلاثة. وتابعت د. هبه ذكي أنه تم تقديم6 دورات من معسكرات توليد الأفكار استفاد منها ما يقرب من 300 شاب وشابة من كل المحافظات، كما تم خلال العام الماضي اعتماد المركز من قبل جامعة ميزوري بالولايات المتحدة كمركز تعليمي معتمد في مجال تقديم خدمات ريادة الأعمال والابتكار، مشيرة إلى بروتوكول التعاون بين معهد الحوكمة ممثلا في مركز مصر لريادة الأعمال والابتكار وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إطار شراكة حكومية هي الأولى من نوعها لتنفيذ مجموعة من الانشطة، منها إطلاق البرنامج الوطني لاحتضان وتسريع الشركات الناشئة - ستارتب مصر، وشددت "ذكي"  على أهمية الاستثمار في التعليم والصحة، بالإضافة إلى تعليم ريادة الأعمال في المدارس حتى تتشكل عقلية الطالب منذ الصغر على طريقة التفكير المبنية على حل المشكلات وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية.